-->



 

بعد أيام من الجدل الذي أثاره المسلسل السعودي "ضحايا حلال"، الذي يناقش واقع زواج المسيار في المملكة، أوقفت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع عرضه وأزالت جميع الإعلانات الخاصة به على الشبكات الاجتماعية، مما أدى إلى إثارة جدل أوسع بشأن هذا الزواج والحديث عنه داخل المجتمع.

وتعالت أصوات الانتقادات بحق كاتبة السيناريو السورية، نور شيشكلي، والمخرج المصري، أحمد مدحت، بعد مشهد يظهر فيه مراهق سعودي يترك مدرسته للزواج بامرأة أكبر منه سنا، تقول له: "اللي تشوفه بالنت أحسن أو الطبيعي أحلى".

وقالت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، عبر حسابها في موقع "تويتر"، إنها اطلعت على محتوى المسلسل الذي يبث من خلال تطبيق "شاهد" المشفر، و"تبين عدم إجازة المسلسل من قبل الهيئة، وعدم مراعاته ضوابط المحتوى الإعلامي، ما يعد مخالفة لنظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية"

كما أطلقت مجموعة من مستخدمي موقع "تويتر" وسم "#إيقاف_مسلسل_ضحايا_حلال"، معتبرين أنّه لا يمثل المجتمع السعودي، ويشوّه صورته.

في المقابل، رفض مخرج المسلسل، أحمد مدحت، في حديثه لموقع "الحرة، التعليق على قرار الإيقاف، قائلاً "الصمت أبلغ رد".

مدير مركز "الجزيرة العربية" لتعزيز الحريات، المعارض السعودي المقيم في لندن، سلطان العبدلي، من جهته، رفض في حديث لموقع "الحرة" قرار الهيئة وقف العرض، معتبرا أن للمشاهد وحده الحق في اتخاذ القرار المتعلق بمشاهدة المسلسل أو رفضه.

ووسط الجدل القائم حول المسلسل وما يحتويه، عاد إلى الواجهة ملف زواج المسيار في المجتمع السعودي، وهل هو حلال أم حرام في الدين الإسلامي؟ وكيف ينظر المجتمع إلى هذا الموضوع؟

"زواج مع بعض التنازلات"

وفي هذا السياق، أوضح البروفسور في الشريعة الإسلامية، الشيخ السعودي عبدالرحمن بن عبد الله الجبرين، أنّ "زواج المسيار إذا استوفى شروط الزواج الصحيح من الإيجاب والقبول ورضا الولي والشهود، ووجود المهر وعدم تحديد مدة معينة فإنه عقد صحيح".

وأشار في حديثه لموقع "الحرة" إلى أنّ "التوثيق المدني (تسجيل الزواج) ليس شرطا شرعيا لكنه في العصر الحاضر يعتبر مطلوبا، حفاظا للحقوق وتلافيا للفوضى".

وعن الفرق بين هذا النوع من الزواج وغيره، قال إنّ "المرأة تتنازل في زواج المسيار عن بعض حقوقها كالسكن أو النفقة أو المبيت".

بين المسيار والمتعة

وردا على سؤال عن الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة، شدد الشيخ عبدالرحمن على أنّ "زواج المسيار يكون زواجاً مفتوحاً، أي لا تحده فترة زمنية، وإذا اقترن بمدة معينة، بات كنكاح المتعة الذي يجيزه بعض علماء المذهب الشيعي، وهو غير جائز لدى أهل السنة".

وقال: "من الأخطاء الشائعة أن بعض الأزواج يحددون المدة، أو أن يحصل الزواج بالمرأة دون حضور وليها، أو وهي في فترة العدة".

النسب "محدودة.. متفشية"

بدوره، رأى الباحث الاجتماعي، عبد الله الكعيد، في حديث لموقع "الحرة"، أنّه "لا يمكن اعتبار زواج المسيار ظاهرة في المجتمع السعودي، علماً أنّه هناك مسببات تبرر إقدام كلا الطرفين عليه".

وعن انتشار هذا النوع من الزواج، شدد الكاتب السعودي على أنّ "نسبة هذه الزيجات قياساً بالزواج التقليدي أو العادي لا يشكل ظاهرة اجتماعية، إذ أنها محدودة ولا تتجاوز ظروفها السببية الخاصة".

كلام الكعيد عارضته بشدة ناشطة سعودية في مجال حقوق الانسان (رفضت الكشف عن هويتها)، وأكدت أنّ "زواج المسيار منتشر بشدة في المجتمع السعودي، ويشكل ظاهرة، علماً بأنّه يتم بالسرّ دون إعلان أو توثيق، ويعتبره الرجل بمثابة نزهة".

الخالة.. وساطة أونلاين

وفي غياب أي أرقام رسمية أو غير رسمية لهذا النوع من الزواج في المجتمع، والتكتم حوله، يُطرح تساؤلات عن كيفية عثور الرجال والنساء الراغبين بهذا الزواج على بعضهم، وهذا السؤال يقود إلى ما يُعرف بالـ"خطابين"، وفي حديث مع واحدة منهن تقول "الخطابة" (تلعب دور الوسيط بين المهتمين بعقد زواج مسيار)، في حديث لموقع "الحرة"، إنّه "في كل أسبوع، يتقدم إليها بين 8 إلى 10 طلبات من نساء يبحثن عن زواج مسيار، من مختلف المناطق السعودية".

وأوضحت الخطابة، التي تعرف نفسها بـ"الخالة"، لموقع "الحرة"، أنّ عملها يتم عبر موقع تويتر، وعلى العلن، وهو غير سري ولذلك "لديها سعوديات من قبائل ومناطق عدّة"، وأضافت أنّ "غالبية النساء لديّ هنّ من المطلقات، أو في الثلاثينيات من العمر وأكثر".

كما رفضت إعطاء المزيد من التفاصيل حول إجراءات إتمام الزواج، مشددة على أنّ "خدماتها للجادين فقط".

ظروف ومخاطر 

وبالعودة إلى الناشطة التي رفضت الكشف عن هويتها، فقد لفتت في حديثها لموقع "الحرة"، إلى أنّ "زواج المسيار هو "إشباع رغبة بالحلال"، وشددت على أنّ "زواج المسيار عبارة عن دعارة بغطاء ديني ومجتمعي، إذ يلجأ له الرجل لأن زوجته قد ترفض فكرة الزواج عليها، أي يمكن اعتباره وجه مقنع لتعدد الزوجات".

وعن مخاطر هذه الظاهرة، كشفت الناشطة أنّ "أهم الأسباب التي تدفع الرجل والمرأة للمسيار أو المصياف هي السرية والخفاء، والمشكلة الأكبر تبرز بحالة الحمل، وما قد ينتج عنها من نسب غير معترف به".

"الحديث عن الجنس في كل مكان"

في المقابل، قالت أستاذة علم الأنثروبولوجيا الديني في قسم اللاهوت والدراسات الدينية بكلية الملوك بجامعة لندن، مضاوي الرشيد، إنه "تاريخياً تحدث المسلمون عن الجنس في كتب دينية من باب الحلال والحرام ومن مبدأ المتعة، ولكن في العصر الحديث أصبح الحديث عن الجنس وكأنه من المحرمات".

واعتبرت، في حديثها لموقع "الحرة"، أنّ "المجتمع السعودي يتقبل ويتعايش مع فكرة الأحاديث الجنسية طالما كانت سريّة، ولكن المشكلة لديه تبدأ عندما يظهر ذلك للعلن".

تطبيقات تعارف

ولغرض هذا النوع من الزواج، ولتسهيل وصول المهتمين به، تتزايد في الآونى الأخيرة تطبيقات تعارف في دول الخليج وتظهر إعلانات على مختلف وسائل التواصل للتعريف على هذه التطبيقات، وبتصفحها ودردشة مع سيدة تسمي نفسها عبير الشوق (33 عاماً)، وردا على سؤال عن اعتمادها هذا النوع بعيدا عن الزواج العادي المتعارف عليه، فكشفت أنها  "مطلقة ولا تريد الكشف عن هويتها أو صورتها علناً، لأنها تخشى من نظرة المجتمع".

وتتطلب هذه التطبيقات لفتح الحساب، الاسم، الجنسية، محل الإقامة، الحالة الاجتماعية، العمر، ومواصفات جمالية متعددة (لون الشعر والبشرة، العيون، الطول، الوزن).

المصدر : موقع الحرة 

https://www.alhurra.com/saudi-arabia/2021/01/01/

This post have 0 Comments


EmoticonEmoticon

Next article Next Post
Previous article Previous Post

TOP-LEFT ADS